Choose language

Forgot your password?

Need a Spoofbox account? Create one for FREE!

No subscription or hidden extras

Login


فرغم الوعي، من جهة، بضرورة وجدوى ما قام به الخليفة الثالث "عثمان بن عفان" من تقنين المصحف، فإنه يبقى لزوم الإشارة إلى ما صاحب هذا العمل مما يُقال أنه الإنتقال من القرآن "الناطق" إلى القرآن "الصامت"، وبما ينطوى عليه هذا الإنتقال من إهدار ثرائه وحيويته. ومن جهة أخري، فإن ما قام به الأمويون، إبان صراعهم السياسى مع الإمام على بن أبى طالب، من رفع المصاحف على أسنّه الرماح والسيوف كان الواقعة الكاشفة عن إرادتهم فى تثبيت القرآن كسلطة حارسة لسلطانهم، وذلك بعد أن تبدى لهم جلياً أن فاعليته فى إنقاذ هذا السلطان تفوق فاعلية السيف بكثير. وغنيٌّ عن البيان أن هذا التمييز بين قرآن النبى الحى وبين القرآن المنحبس وراء التقييدات التى تفرضها السلطة، إنما يعكس ما يكاد يكون تقابلاً يعرفه دارسو الأديان على العموم بين "دين التقليد" الذى تحرسه مؤسسات السلطة لتسوس به الناس، وبين "الدين الحي" الذى يقصد إلى إذكاء الوعى وتحرير الإرادة. وإذ تحرس المؤسسة دين التقليد، لأنه يكون حارساً لها بدوره، فإن سعياً إلى تحرير الدين من سطوة التقليد، واستعادته فى انفتاحه وحيويته الأولي، سوف يعرى تلك المؤسسة مما تستر به عورتها. ومن هنا أن انتقام المؤسسة من هؤلاء الساعين إلى استعادة الدين الحى يكون قاسياً حقاً، لأن ذلك يكون بمثابة تعرية لها من غطائها الإيديولوجي


علي مبروك


#religion #religion



Quote by علي مبروك

Read through all quotes from علي مبروك



About علي مبروك





Did you know about علي مبروك?

back to top