يتبدي الوحي, إذن, لا بوصفه من قبيل المعرفة المعطاة المفروضة علي الوعي كسلطة لا سبيل أمامه إلا لمحض الإذعان والخضوع لها, بقدر ما يمثل نوعا من الاستجابة الخلاقة المطلوبة لوضع إنساني مأزوم لا يقدر الوعي; الذي هو بنية تطورية في جوهرها, علي التعاطي معه في مرحلة دنيا من مراحل تطوره. وهكذا فإن الوحي يتبلور كسند ومعين للوعي, ونقطة ارتكاز يستند إليها في سعيه إلي تجاوز أزمة واقعه, ولا يتبلور أبدا كضد ونقيض يفرض نفسه كسلطة متعالية لا يملك الوعي إلا محض التبعية لها.
— علي مبروك
#philosophy #religion #religious #religion