لعل أخطر ما يجابه أي تجربة في التحول الديمقراطي هو التعامل مع الأفكار بصرف النظر عن نوعها ومصدرها- كمطلق ينبغي تكراره; وأعني من حيث ما تنطوي عليه الإطلاقية, عموماً, من الإهدار الكامل للفكرة الإنسانية.
وإذا كانت الفكرة الدينية هي الأكثر إغراء بالتعامل معها كمطلق, فإن تحليلاً لظاهرة الدين والوحي, علي العموم, ينتهي إلي وجوب الوعي بدخول العنصر البشري, علي نحو حاسم, في التركيب المنطقي واللغوي والتاريخي لتلك الظاهرة; وعلي النحو الذي يستحيل معه استيعابها خارج تحديدات الشرط الإنساني أبداً