وتتبدّل الأحوال ويقف المسلم موقف المغلوب المجّرد من القوة المادية، فلا يفارقه شعوره بأنّه الأعلى، وينظر إلى غالِبِه من عل ما دام مؤمنا، ويستيقن أنها فترة وتمضي، وإن للإيمان كرّة لا مفر منها، وهبها كانت القاضية فإنّه لا يحني لها رأسا، النّاس كلهم يموتون أما هو فيستشهد، وهو يغادر هذه الأرض إلى الجنة، وغالِبه يغادرها إلى النار، وشتان شتان، وهو يسمع نداء ربه الكريم: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد، لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار} [آل عمران: 196 - 198].